شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
تفسير القرآن بالرأي المجرد حرام
بعد ذلك ذكر التفسير بمجرد الرأي رأس> ما حكم تفسير القرآن بمجرد الرأي؟ فيقول: حرام. ثم هذه الأسانيد: قوله: حدثنا مؤمل اسم> حدثنا سفيان اسم> عن عبد الأعلى اسم> عن سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> ويظهر أن هذه أسانيد عبد الرزاق اسم> أو أسانيد الإمام أحمد اسم> وذلك لأنها عالية وسفيان اسم> هنا هو الثوري اسم> والإمام أحمد اسم> لقي سفيان بن عيينة اسم> ولم يلق الثوري اسم> فإذا حدث عنه بواسطة عن سفيان اسم> فإنه الثوري اسم> هذا الحديث عن ابن عباس اسم> قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسم> من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار متن_ح> رسم> وعيد شديد؛ يعني إذا قال بغير علم، تخبط في القرآن وفسره بما يهواه، أو تميل إليه نفسه رسم> فليتبوأ مقعده من النار متن_ح> رسم> هذا الإسناد صحيح.
كذلك الإسناد الثاني، وهو عين الإسناد الأول إلا أن شيخ الإمام أحمد اسم> اختلف، الأول حدثنا مؤمل اسم> والثاني حدثنا وكيع اسم> كلاهما عن سفيان اسم> عن عبد الأعلى الثعلبي اسم> عن سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسم> من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار متن_ح> رسم> نفس الحديث.
وكذلك قال به إلى الترمذي اسم> قال: حدثنا عبد بن حميد اسم> حدثني حسان بن هلال اسم> حدثنا سهيل اسم> أخو حزم القطعي اسم> حدثنا أبو عمران الجوني اسم> عن جندب اسم> قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسم> من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ متن_ح> رسم> وهذا أيضا إسناد لا بأس به إلا أن سهيلا اسم> فيه كلام قال الترمذي اسم> هذا حديث غريب، وقد تكلم بعض أهل العلم في سهيل بن أبي حزم اسم> وهو أخو حزم القطعي اسم> ؛ ولكن يشهد له الحديث الذي قبله: رسم> من قال في القرآن بغير علم متن_ح> رسم> هنا قال: رسم> في القرآن برأيه متن_ح> رسم> هنا قال: رسم> فأصاب فقد أخطأ متن_ح> رسم> لماذا أخطأ؟ أخطأ لأنه تدخل في القرآن وهو لا يعلم.
يقول: وهكذا روى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أنهم شددوا أن يفسر القرآن بغير علم، تشددوا في ذلك.
وأما الذي روي عن مجاهد اسم> وقتادة اسم> وغيرهم من أهل العلم أنهم فسروا القرآن؛ فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن وفسروه بغير علم أو من قبل أنفسهم؛ إذا علمنا بأن مجاهدا اسم> فسر القرآن كله، وأن قتادة اسم> يقول: ما في القرآن آية إلا وقد علم فيها شيئا، فهل نقول: إنهم تخبطوا في القرآن؟ يُنزهون عن ذلك! يحملهم ورعهم على أن لا يتخبطوا في القرآن.
يقول: وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا أنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم بغير علم؛ وإنما تكلموا بالعلم، تكلموا بما فتح الله تعالى عليهم أو أخذوه عن الصحابة الذين أخذوا القرآن وأخذوا معانيه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم. فمن قال في القرآن برأيه فقد تكلف ما لا علم له به. وعلى ذلك يُحمل ما روي عن قتادة اسم> أنه قال: خلق الله النجوم لثلاثة: زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يُهتدى بها؛ فمن تكلف فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به. أَخَذَ ذلك من الآيات القرآنية، فدل على أن من تأول في النجوم غير ما ذكر الله تعالى في القرآن؛ فإنه تكلف ما لا علم له به وسلك غير ما أُمِرَ به.
مسألة>